+961 5 450 198

أهم الأخبار والأحداث

23
Apr
2019

ذكرى الإبادة الأرمنية في المخيتاريست

إحياء لذكرى الإبادة الأرمنية احتفل المونسينيور مسروب سولاهيان (الرئيس العام لرهبنة المخيتاريست في الشرق الأوسط) في دير الآباء المخيتاريست في الحازمية يوم الثلاثاء في 23/4/2019، بالذبيحة الإلهية على نية الشهداء الذين سقطوا خلال "الكارثة الكبرى"، وقد شارك في القداس رئيس المجلس البلدي السيد جان الياس الأسمر وعدد من اعضاء المجلس مع مختاري بلدة الحازمية ولجنة تجارها وبعض من الفعاليات، وكان لافتاً حضور النائبة بولا يعقوبيان ووزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجبان. 

وفي نهاية القداس وضع الحضور الرسمي باقات من الورد على نصب تذكاري للشهداء، وقد استعرضت النائب بولا يعقوبيان في كلمتها العفويّة آثار هذه المجازر وآلامها، في حين دعا الوزير ريشار قيومجيان للإعتراف الرسمي بالإبادة، أمّا الرئيس جان الياس الأسمر فقد قارن بين المجازر الأرمنية والإبادات التي حصلت في لبنان خلال فترة الحرب، لا سيما منطقة الدامور، وختم قائلاً : " الراحة الأبدية للشهداء الأبرار، ولنتذكر أنّ مجد الرب قد بدأ من على صليبه بإكليل من الشوك، فلنقـتــدِ به  لنصل معه الى مجد القيامة ففرح الأبدية." 

وفي الختام، قدّم المونسينيور سولاهيان ايقونات تذكارية للحضور الرسمي ولعضو المجلس البلدي السيد هوفل بربريان. 

كلمة الرئيس جان الياس الأسمر: 

" حضرة المونسينيور مسروب سولاهيان المحترم – الرئيس العام لرهبنة المخيتاريست في الشرق الأوسط 

سعادة النواب ومعالي الوزراء الأفاضل الأفاضل 

الزملاء الأعزاء 

مختاري بلدة الحازمية الكرام 

الحضور الكريم 


"سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ."

قال الرب يسوع.

لقد عاش المسيحيّون على مرّ العصور اضطهادات وقتل وتعذيب، حيثما عاشوا وتواجدوا، فقد امتزجت دماؤهم بدم الفادي على الصليب. 

أمــّـا المجازر الأرمنية فقد بدأ الخلاف حول ما يعرف بـ"مذبحة الأرمن"، التي اقترفها العثمانيون مطلع القرن الماضي، على التسمية أولاً، ومن ثم تجاوزها إلى الأرقام، فجمهورية أرمينيا تعتبر أن ما يناهز  مليون ونصف مليون أرمني قتلوا بصورة منهجية بين 1915 و1917 خلال "الكارثة الكبرى"،  فيما تؤكد تركيا أن ما حصل حرب أهلية ترافقت مع مجاعة لقي خلالها حوالي خمسمائة ألف أرمني مصرعهم وكذلك عدد مماثل من الأتراك.

أمّــا المجتمع الدولي فقد بدأ بتغيير وجهة نظره مؤخراً ، مؤيداً لطرح جمهورية أرمينيا، والتعامل مع هذه القضية الإنسانية، من خلال الإعتراف بأنها "إبادة" مستنكرة. 

لم يكن الأرمن وحدهم ضحية ما يعرف بالكارثة الكبرى، بل طالت هذه الإبادة طوائف مسيحيّة أخرى كانوا تحت سيطرة الحكم العثماني آنذاك، فامتزجت دماء شهدائنا الأبرار لنبقى ونستمر، ما أنبت ثمراً مميّزاً في مختلف أقاصي الأرض، ومن بينها لبنان حيث تنشر الطائفة الأرمنية الكريمة ثقافتها وحضارتها المميّزة، وتشارك جميع الطوائف الأرمنيّة في السياسة والحكومات المركزية والمحلية، وفي مجلسنا البلدي في الحازمية ممثلـــَين عن هذه الطائفة الكريمة منذ العام 1998، نفتخر ونعتز بهم.

أمـّــا لبنان، فقد شهد بدوره عمليات قتل ممنهجة عديدة في تاريخه الحديث بحق المسيحيين، كان أولها و أبرزها يوم 20 كانون الثاني 1976 حيث هاجم مقاتلو الحركة الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية بلدة الدامور المسيحية الحبيبة، فأبادوا العديد  من سكان البلدة أثناء اجتياحها وفي مجزرة لاحقة، وأجبروا باقي السكان على الفرار بحراً حيث كانت الطرق البريّة مقطوعة. 

ونحن اليوم، في الذكرى الرابعة بعد المئة للإبادة الأرمنية، نستنكر كل عمليات الإرهاب والقتل، النفسي والجسدي، أينما كانت، ونتمسّك بديننا أكثر، دين محبة وتسامح؛ وندعو الرب، مستلهمين دماء الأبرار والشهداء، أن يحلّ السلام في كل المجتمعات، لنخطو إذاك خطوات جبّارة نحو تطوّر الإنسانية، لا حصراً نحو تقدّم تكنولوجي جـاف قد يدخلنا في نفق مظلم إذا خلا من روح الرب وبصمة الإنسان.

الشكر، كلّ الشكر لدير الآباء المخيتاريست، وللقيّمين على هذه المنارة الرائعة في قلب الحازمية الحبيبة؛ سنسعى دوماً للمحافظة عليه لأننا نرغب بالمحافظة على إرث الآباء والأجداد، وعلى الاستمرار في المحافظة على تراث الطائفة الأرمنية الكاثوليكية العزيزة.

الراحة الأبدية للشهداء الأبرار، ولنتذكر أنّ مجد الرب قد بدأ من على صليبه بإكليل من الشوك، فلنقـتــدِ به  لنصل معه الى مجد القيامة ففرح الأبدية.


عاش شهداء الأرمن والمسيحيين 

عاشت الحازمية الحبيبة 

عاش لبنان "